هنا يهمنا أن نتحدث عن الشهداء، عن مقامهم، عن فضلهم، عن ثناء الله عليهم, عما صاروا إليه, عما حققوه, عما ربحوه, عن فوزهم العظيم, وعندما نتحدث عن الشهداء - أيها الإخوة الأعزاء - فإن بداية حديثنا عنهم هو قول الله سبحانه وتعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}(الأحزاب: الآية 23).
الشهداء - أيها الإخوة الأعزاء - تحركوا من واقعهم كمؤمنين؛ لأن الإيمان - أيها الإخوة - يخلق في نفس الإنسان حالة من الاستعداد, وحالة من البذل والعطاء ترقى إلى استعداده أن يبذل نفسه في سبيل الله, أن يقدم حياته ويبذل حياته من أجل الله, فيما هو رضا لله, في مواجهة أعداء الله, هذه الحالة هي حالة ملازمة للإيمان, بل هي من أبرز سمات الإيمان, من أهم علامات الإيمان, أن تكون في إيمانك بالله محباً لله,
اقراء المزيد